هذة الخدمة من ديرالقديس العظيم الأنبا بيشوى

من نحنُ

صورتي
الخدمة الإلكترونية لشمامسة كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجايبى ببورسعيد

هذة الخدمة من موقع الأنبا تكلا هيمانوت القس

الخميس، 31 أكتوبر 2013

من كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث

حياة مستمرة وممتدة

مثل حياة الآباء والقديسين، الذين بعد تركهم لعالمنا الفاني،لا تزال ثمار حياتهم وجهادهم قائمة في الكنيسة ينتفع بها الكل. سواء كانوا نماذج في القدوة الصالحة، أو كانوا أبطالًا للإيمان.

من أمثلة هؤلاء القديسين أثناسيوس الرسولي.

حياته لم تنته بموته، فلا تزال ممتدة عبر الأجيال، في كتاباته اللاهوتية دفاعًا عن الإيمان ضد الأريوسيين.

وحياة القديس يوحنا ذهبي الفم، لا تزال ممتدة تعمل في جيلنا وما سبقنا من خلال عظاته وتفسيراته العميقة للكتاب.

ويعوزني الوقت إن تكلمت عن سير القديسين الذين ظلت ثمار حياتهم تعمل في أجيال طويلة بعدهم مثل القديس كيرلس الكبير، والقديس باسيليوس، والقديس غريغوريوس، والقديس ساويرس الأنطاكي.

كذلك آباء البرية العظام الذين لا تزال حياتهم ممتدة في الرهبنة في كل بلاد العالم، أمثال القديس أنطونيوس الكبير، والقديس باخوميوس الذي وضع قوانين الرهبنة، والقديس بولا أول السواح. هل انتهت حياة هؤلاء بموتهم؟! كلا بلا شك.

وبالمثل أيضًا ما نذكره عن قديسي التوبة.

الذين تركوا لنا مثالًا حيًا عن الرجوع إلى الله بتوبة حقيقية ظلت تنمو حتى وصلت إلى حياة القداسة في عمق، كالقديس موسى الأسود والقديس أغسطينوس والقديسة مريم القبطية، وأمثال أولئك.

هناك قديسون آخرون حياتهم ممتدة فيما يقدمونه لنا من شفاعة ومعونة.

كالقديسة مريم العذراء والقديس مارجرجس وباقي القديسين الذين -على الرغم من مفارقتهم للعالم- لا يزال الله يوفدهم في خدمات معونة يقدمونها للبشر الأحياء على الأرض، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أترى هؤلاء قد انتهت حياتهم بتركهم لعالمنا الفاني، أم لا تزال حياتهم ممتدة في أجيالنا وما بعدها؟!

هذه هي فكرة بسيطة عن الحياة الحقيقية التي كانت مثمرة خيرًا على الأرض، وصارت ممتدة بعد رحيلها إلى العالم الآخر. ليتها تكون قدوة لنا جميعًا.